ولما رجع صحب آل الرسول من السفر بعد
طول الغيبة وعدم الظفر لفقد حملاة الكتاب وحماة الاصحاب وقد خلفوا للسبط مفترشا
للتراب بعيدا من الاحباب بقفرة بهماء وتنوفة شوهاء لا سمير لمناجيها ولا سفير
لمفاجيها واعينهم باكية ليتم البقية الزاكية فاسفت إلا اكون رائد اقدامهم ورافد
خدى لموطئ اقدامهم :
فلما وصل [٢]
زين العابدين (ع) الى المدينة نزل وضرب فسطاطه وانزل نساءه وارسل بشير بن حذلم
لاشعار أهل المدينة بايابه مع اهله واصحابه فدخل وقال :
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها
قتل الحسين فادمعى مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج
والراس منه على القناة تدار
[اخبار
بشر أهل المدينة بوصول أهل البيت]
ثم قال هذا علي بن الحسين عليهما السلام
قد نزل بساحتكم [وحل] [٣]
بفنائكم [٤]
وانا رسوله اعرفكم مكانه فلم يبق في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزت وهن بين
باكية ونائحة ولاطمة فلم ير يوم أمر على أهل المدينة منه وخرج الناس الى