الحمد لله الكاشف لعباده اسرار مراده ، الواصف
نفسه في كتابه بانجاز ميعاده ، الراقم [١]
على جباه البشر محتوم اشقائه واسعاده ، الذي اشرق قلوب اوليائه بنور هدايته ، وفتق
اذهانهم لاقتفاء معرفته ، فخفيت عن بصائرهم حقيقه ذاته ، وظهرت لابصارهم بدائع
مصنوعاته ، وحارت في احكام قدره افكار الالباء [٢]
، وقصرت وصف مقدس ذاته الفاظ البلغاء ، وباعد اولياءه دار الاثام ، وقربهم الى دار
السلام فتنافسوا في الوصول الى الراد ، وتناصلوا [٣]
بالسبق الى سلطان المعاد ، بما اريهم من آياته ومعجز رسله ورسالاته ، فخرجوا من
اصداء القلوب ، ووعثاء [٤]
الذنوب ، الى مراد علام الغيوب ، فكان كاشفا للاسرار ، رافعا للاستار ، مزيلا
للحجاب عن المورد المستعذب المستطاب ، دالا على الهداية الكبرى ، ناشرا أعلام
المسرة والبشرى ، فدعاهم حينئذ الى طاعته ، لجهاد من صرف عن سنن سنته ، وتجلى لهم
من مطالع بصائرهم ، فغسلوا بماء الصفا كدر ضمائرهم ، فعزفت [٥]
نفوسهم ، عن الدخول في حزب اهل الضلال ، واشتاقوا الى حرب جيش القتال ، باقتحام
الاهوال ، فيالها نعمه اهدت الى انصار الله جل جلاله مسرة ، والقت على أعينهم قرة
، فنهضوا الى لقاء العدو بشفاه