قال أبو عبد الله بن عياش هذه ام غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة وهي ام الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الاسدية والثالثة التي طب فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام فهي ام سليم وكانت وارثه الكتب ولكل واحدة منهم خبر قد رويته ولم اطل الكتاب بذكره. قلت وانما ذكرت هذه لانه اتم مما تقدم. وحدث أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال كنت في الحبس المعروف بحبس حسيس في الجوسق الاحمر انا والحسن بن محمد العقيقي ومحمد ابن ابراهيم العمري وفلان وفلان إذ دخل علينا أبو محمد الحسن واخوه جعفر فخففنا له وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول انه علوي قال فالتفت أبو محمد فقال لو لا ان فيكم من ليس منكم لاعلمتكم متى يفرج عنكم واومأ إلى الجمحي ان يخرج فخرج فقال أبو محمد هذا ليس منكم فاحذروه فان في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره فيها بما تقولون فيه فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة وكان الحسن عليه السلام يصوم فإذا افطر اكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونه مختومه وكنت اصوم معه فلما كان ذات يوم ضعفت فافطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر والله به أحد ثم جئت فجلست معه فقال لغلامه اطعم أبا هاشم شيئا فانه مفطر فتبسمت فقال ما يضحك يا أبا هاشم إذا اردت القوة فكل اللحم فان الكعك لا قوة فيه فقلت صدق الله ورسوله وانتم فقال لي افطر ثلاثا فان المنة لا ترجع إذا نهكها الصوم في اقل من ثلاث فلما كان في اليوم الذي اراد الله ان يفرج عنه جاءه الغلام فقال يا سيدي احمل فطورك فقال احمل وما احسب انا نأكل منه فحمل الغلام الطعام للظهر واطلق عنه عند العصر وهو صائم وقال كلوا هناكم الله.