فاعطاني ثلاث مأة دينار وامرني ان احملها إلى بعض بنى عمه ثم قال اما انه سيقول لك دلني على حريف يشترى لي بها متاعا فدله عليه قال فاتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني على حريف يشترى لي بها متاعا فقلت نعم وكلمني في الطريق جمال سألني ان اخاطبه في ادخاله مع بعض اصحابه في اموره فدخلت عليه لاكلمه فوجدته يأكل ومعه جماعه فلم اتمكن من كلامه فقال يا أبا هاشم كل ووضع بين يدي ما أكل منه ثم قال ابتداءا من غير مسألة يا غلام انظر الجمال الذي أتانا به أبو هاشم فضمه اليك. قال أبو هاشم ودخلت معه يوما بستانا فقلت له جعلت فداك إني مولع باكل الطين فادع الله لي فسكت ثم قال لي بعد ايام ابتداءا منه يا أبا هاشم قد اذهب الله عنك أكل الطين قال أبو هاشم فما من شئ ابغض إلي عنه اليوم والاخبار في هذا المعنى كثيرة وفيما اثبتناه منها كفاية فيما قصدناه ان شاء الله " باب ذكر وفاة أبي جعفر عليه السلام وموضع قبره وذكر ولده " قد تقدم القول في مولد أبي جعفر عليه السلام وذكرنا انه ولد بالمدينة وانه قبض ببغداد وكان سبب وروده إليها اشخاص المعتصم له من المدينة فورد ببغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومأتين وتوفى بها في ذي القعدة من هذه السنة وقيل انه مضى مسموما ولم يثبت بذلك عندي خبر فاشهد به. ودفن في مقابر قريش في ظهر جده أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وكان له يوم قبض خمس وعشرين سنة واشهر وكان منعوتا بالمنتجب والمرتضى وخلف بعده من الولد عليا ابنه الامام من بعده وموسى وفاطمة وامامه ابنتيه ولم يخلف ذكرا غير من سميناه آخر كلامه. قال ابن الخشاب ذكر أبي جعفر المرتضى محمد بن علي الرضا بن موسى