ونقل أنه كان رجل من أهل السواد يلزم جعفرا ففقده فسأل عنه فقال له رجل يريد أن يستنقص به انه نبطى فقال جعفر عليه السلام أصل الرجل عقله وحسبه دينه وكرمه تقواه والناس في آدم مستوون فاستحى ذلك القائل وقال سفيان الثوري سمعت جعفر الصادق عليه السلام يقول عزت السلامة حتى لقد خفى مطلبها فان تكن في شئ فيوشك أن تكون في الخمول فان طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت فان طلبت في الصمت فلم توجد فيوشك أن تكون في التخلي فان طلبت في التخلي فلم توجد فيوشك أن تكون في كلام السلف الصالح والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها وحدث عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه قال حج المنصور سنة سبع وأربعين ومائة فقدم المدينة وقال للربيع ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا قتلني الله إن لم أقتله فتغافل الربيع عنه لينساه ثم أعاد ذكره للربيع وقال ابعث من يأتينا به متعبا فتغافل عنه ثم أرسل إلى الربيع رسالة قبيحة أغلظ فيها وأمره أن يبعث من يحضر جعفرا ففعل فلما أتاه قال له الربيع يا أبا عبد الله أذكر الله فانه قد أرسل اليك بما لا دافع له غير الله فقال جعفر لا حول ولا قوة إلا بالله ثم إن الربيع أعلم المنصور بحضوره فلما دخل جعفر عليه أوعده وأغلظ له وقال أي عدو الله اتخذك أهل العراق إماما يجبون اليك زكاة أموالهم وتلحد في سلطاني وتبغيه الغوائل قتلني الله إن لم أقتلك فقال له يا أمير المؤمنين إن سليمان عليه السلام أعطى فشكر وان أيوب ابتلى فصبر وان يوسف ظلم فغفر وأنت من ذلك السنخ فلما سمع ذلك المنصور منه قال له إلي وعندي يا أبا عبد الله أنت البرئ الساحة السليم الناحية القليل الغايلة جزاك الله من ذى رحم أفضل ما جزى ذوى