وكان مع ما وصفناه به من الفضل في العلم والسؤدد والرياسة والإمامة ظاهر الجود في الخاصة والعامة مشهور الكرم في الكافة معروفا بالفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله يروى عن الحسن بن كثير قال شكوت الى أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام الحاجة وجفاء الاخوان فقال بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم وقال استنفق هذه فإذا نفدت فاعلمني. وعن عمرو بن دينار وعبد الله بن عبيد بن عمير أنهما قالا ما لقينا أبا جعفر محمد بن على عليهما السلام إلا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة ويقول هذه معدة لكم قبل أن تلقوني وعن سليمان بن قرم قال كان أبو جعفر محمد بن على يجيزنا بالخمسمائة درهم إلى الستمائة درهم إلى الألف درهم وكان لا يمل من صلة اخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه. وروى عن آبائه عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول أشد الأعمال ثلاثة مواساة الاخوان في المال وإنصاف الناس من نفسك وذكر الله تعالى على كل حال. قال الحسن بن صالح سمعت أبا جعفر محمد بن على يقول ما شيب شئ بشئ أحسن من حلم بعلم وروى عنه عليه السلام أنه سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده فقال إذا حدثتكم بالحديث فلم أسنده فسندى فيه أبى عن جدى عن أبيه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عن الله تعالى. وكان عليه السلام يقول بلية الناس علينا عظيمة ان دعوناهم لم يستجيبوا