ولما دخل رسوله على عمرو بن سعيد بن العاص وهو أمير المدينة قال له ما وراك قال ما سر الأمير قتل الحسين بن على قال اخرج فناد بقتله فنادى فلم أسمع والله واعية قط كواعية بنى هاشم في دورهم فدخلت على عمرو ابن سعيد فلما رأني تبسم إلى ضاحكا ثم أنشا متمثلا بقول عمرو بن معدى كرب. عجت نساء بنى زياد عجة * * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب ثم قال عمرو هذه واعية بواعية عثمان ثم صعد المنبر فأعلم الناس بقتل الحسين عليه السلام ودعا ليزيد بن معاوية ونزل. ودخل بعض موالى عبد الله بن جعفر فنعى إليه ابنيه فاسترجع فقال أبو السلاسل مولى عبد الله هذا ما لقينا من الحسين عليه السلام فحذفه عبد الله بنعله ثم قال يا ابن اللخناء أللحسين تقول هذا والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه والله انه لمما يسخى بنفسى عنهما ويعزى عن المصاب بهما انهما أصيبا مع أخى وابن عمى مواسين له صابرين معه ثم أقبل على جلسائه فقال الحمد لله عز على بمصرع الحسين عليه السلام أن لا أكن آسيت حسينا بيدى فقد آساه ولدى. وخرجت أم لقمان بنت عقيل بن أبى طالب حين سمعت نعى الحسين عليه السلام حاسرة ومعها اخواتها أم هاني وأسماء ورملة وزينب تبكى قتلاها بالطف وتقول ما ذا تقولون إذ قال النبي لكم * * ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد منقلبي * * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * * أن تخلفوني بسوء في ذوى رحمى فلما كان الليل من ذلك اليوم الذى خطب فيه عمرو بن سعيد بقتل الحسين عليه السلام بالمدينة سمع أهل المدينة في جوف الليل مناديا ينادى يسمعون