شوقا وأفر من السيئات خوفا يا رب هذا آخر كلام الحافظ عبد العزيز رحمه الله هنا نذكر هنا أمورا وقعت بعد قتله عليه السلام من كتاب الإرشاد للمفيد رحمه الله لما وصل رأس الحسين عليه السلام وصل ابن سعد من غد يوم وصوله ومعه بنات الحسين عليه السلام وأهله جلس ابن زياد لعنه الله في قصر الإمارة وأذن للناس إذنا عاما وأمر باحضار الرأس فوضع بين يديه فجعل ينظر إليه ويتبسم إليه وبيده قضيب يضرب به ثناياه عليه السلام وكان الى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وهو شيخ كبير فلما رآه يضرب بالقضيب ثناياه قال ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فو الله الذى لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صلى الله عليه وآله عليهما ما لا أحصيه كثيرة يقبلهما ثم انتحب باكيا فقال له ابن زياد لعنه الله أبكى الله عينيك أتبكى لفتح الله لو لا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وصار إلى منزله. وأدخل عيال الحسين عليه السلام على ابن زياد لعنه الله فدخلت زينب أخت الحسين عليه السلام في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحف بها إماؤها فقال ابن زياد من هذه التى انحازت ومعها نساؤها فلم تجبه زينب فاعاد القول ثانية وثالثة يسأل عنها فقال له بعض إمائها هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فأقبل عليها ابن زياد وقال لها الحمد لله الذى فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم فقالت زينب الحمد لله الذى أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يفتضح