نام کتاب : شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار نویسنده : القاضي النعمان المغربي جلد : 3 صفحه : 354
ويقيه ، ويدفع عنه
حتى أظهر منه وأعزّ نصره وأنجز وعده. وقام طالعا من المغرب في أوانه كما جاء عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الشمس تطلع من مغربها على رأس ثلاثمائة ـ وسنذكر ذلك في موضعه بيانه إن
شاء الله تعالى ـ ، ذلك بالقهر والعز الظاهر ـ المغرب من أقصى الى أدنى ـ وانتشرت
دعوته دعاؤه وأولياؤه بالمشرق ، وعمّ ذلك كل من فيه ظاهرا ومستورا الى أن ينجز
الله وعده لمن أوجب له من ولد ظهره على جميع الأرض ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون ، كما وعد الله عزّ وجلّ بذلك في كتابه [١] فيملأ الارض عدلا ، كما أخبر بذلك عنه رسول الله صلىاللهعليهوآله كان ما كان في
حياته ، وما يكون بعد ذلك من ولده فهو منسوب إليه صلوات الله عليه ، كما أن جميع
ذلك ينسب الى رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ كان أول ما جاء به ، وعنه تأصل وتفرع ، ولم يزل صلىاللهعليهوآله في عزّ ومنعة
وسلطان وقوة الى أن مضى لسبيله [٢] بعد أن قام بما افترض الله عليه من القيام بدينه وكتابه
وسنّة نبيه صلىاللهعليهوآله عزيزا في نفسه قويا في اموره مذلا لأعدائه ، معزا لأوليائه ، وكل من سميناه وذكرناه
ممن ادعى من أهل بيته مقامه ، وأقام طمعا في نيل ما أفرده الله عزّ وجلّ به ، فلم
يقم أحد منهم إلا بعد أن أعدّ العدة والرجال ، وجمع الأموال ، ورأى أنه يغلب ويبلغ
ما دام وطلب ولم يكن أحد منهم في ذلك إلا معذرا بنفسه ، وملقيا الى التهلكة بيده ،
فمحقوا عن آخرهم ، وبددت جموعهم ، وأعزّ الله وليه وأظهر كذلك وأعزّ محمدا صلىاللهعليهوآله وحده ، فلو لم
يكن من آياته ودلائله ، والشواهد له ومعجزاته غير هذا لكفى من تأملها بحقيقة
الإنصاف ، وانقاد الى الحق بعد الاعتراف ، وان كنا إنما ذكرنا من أمره في هذا
الباب جملا ونكتا إذ كان ذكره ذلك يخرج عن حدّ هذا الكتاب ، وقد ذكرنا ذلك
واثبتناه في كتاب الدولة.