قال الامام علي بن
الحسين عليهالسلام : رحم الله العباس ، فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى
قطعت يداه ، فأبدله الله عزّ وجلّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما
جعل لجعفر بن أبي طالب ، وأن للعباس عند الله تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء
يوم القيامة ( بحار الانوار ط قديم ٩ / ١٤٧ ).
ونعم ما قال الشاعر :
بذلت يا عباس نفسا نفيسة
بنصر حسين عزّ بالنصر من قبل
أبيت التذاذ الماء قبل التذاذه
فحسن فعال المرء فرع من الاصل
فأنت أخو السبطين في يوم مفخر
وفي يوم بذل الماء أنت أبو الفضل
[١] والمروي أن الامام زين العابدين عليهالسلام
تولى دفنه عند ما دفن أباه وأصحابه يوم الثالث عشر من شهر محرم ، أي بعد الفاجعة
بثلاثة أيام ( وسيلة الدارين ص ٣٤٧ ).
[٢] ذكر ذلك في
تاريخ بغداد ١٢ / ١٣٦ ، أدب الطف ١ / ٢٢٧ ، المقاتل ص ٨٤ فهم يؤيدون المؤلف في
نسبتها الى الشاعر المذكور أما في كتاب روض الجنان للمؤرخ الهندي أشرف علي ص ٣٢٥
نسب هذه الأبيات الى فضل بن الحسن بن عبيد الله ، وكذلك في كتاب عيون الاخبار
وفنون الآثار والحق مع الموافقين للمؤلف. والشاعر ( الفضل بن محمد بن فضل ) هو
معاصر للمتوكل ، وقد ذكر في أعيان الشيعة ٤٢ / ٢٨٢. وأمه جعفرية ، وأن أباه محمد
بن الفضل كان من الشعراء المعاصرين للمأمون العباسي ، ومن أبياته :