نام کتاب : شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار نویسنده : القاضي النعمان المغربي جلد : 1 صفحه : 354
حتى أتوا بها بلدة
قليلة عقولهم وعارية آراؤهم.
فوقفت من أمرهم
على اثنتين [١] ـ كلاهما فيهما المكروه ـ : إن كففت لم يرجعوا ، وإن أقدمت
كنت قد صرت الى الذي كرهته ، فقدمت الحجة في الإعذار والإنذار ، ودعوت المرأة الى
الرجوع الى بيتها ، والقوم الذين حملوها على الذي حملوها عليه الى الوفاء ببيعتهم
والترك لنقضهم عهدا لله وأعطيتهم من نفسي كل الذي قدرت عليه منها ، وناظرت بعضهم
فانصرف [٢] ، وذكرته فذكر.
ثم أقبلت على
الباقين بمثل ذلك فما ازدادوا إلا جهلا ، وتماديا ، وعتوا وأبوا إلا ما صاروا إليه
، وكانت عليهم الدائرة [٣] والكرة وحلّت بهم الهزيمة والحسرة وفيهم الفناء. وحملت
نفسي على التي لم أجد منها بدّا ، ولم يسعني إذ تقلدت الأمر آخرا مثل الذي وسعني
فيه أولا من الإغضاء والإمساك.
ورأيت أني إن
أمسكت كنت معينا لهم على ما صاروا إليه بإمساكي ، وما طمعوا فيه من تناول الأطراف
وسفك الدماء وهلاك الرعية وتحكيم النساء الناقصات العقول على الرجال كعادة بني
الأصفر [٤] ومن مضى من ملوك سباء [٥] والامم الخالية.
فأصير الى ما