نام کتاب : شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار نویسنده : القاضي النعمان المغربي جلد : 1 صفحه : 351
مرض كان قبلها ،
ولا أمر أمضاه في صحة بدنه لم يشك الناس إلا أني قد استرجعت حقي في عاقبته
بالمنزلة التي كنت رجوت والعاقبة التي كنت التمست ، وأنّ الله عزّ وجلّ سيأتيني
بذلك على [ أحسن ] ما رجوت وأفضل ما أمّلت.
وكان من فعله الذي
ختم به أمره أن سمى خمسة [١] أنا سادسهم لم يسق [٢] واحد منهم معي قط
في حال توجب له ولاية الأمر من قرابة ، ولا فضيلة ، ولا سابقة ، ولا لواحد منهم
مثل واحدة من مناقبي ، ولا أثر من آثاري ، فصيّرها شورى بيننا ، وصيّر ابنه [٣] فيها حاكما علينا وأمره بضرب أعناق الستة الذين صيّر فيهم إن هم أبوا أن
يختاروا واحدا منهم ، وكفى بالصبر على هذه.
فمكث القوم أياما
كل يخطبها لنفسه ، وأنا ممسك لا أقول في ذلك شيئا ، فإذا سألوني عن أمري ناظرتهم
في أيامي وأيامهم ، وآثاري وآثارهم ، وأوضحت لهم ما جهلوه من وجوه استحقاقي لها
دونهم ، وذكرتهم عهد رسول الله صلوات الله عليه وآله فيّ إليهم وتأكيده ما أخذ في
من البيعة عليهم ، فإذا سمعوا ذلك مني دعاهم حبّ الإمارة وبسط الأيدي والألسن في
الأمر والنهي ، والركون الى الدنيا وزخرفها الى الاقتداء بالماضين قبلهم وتناول ما
لم يجعل الله عز وجل لهم ، فإذا خلى بي الواحد بعد الواحد منهم [٤] ، فذكرته أيام الله وما هو قادم عليه وصائر إليه ، التمس مني شرط طائفة من
الدنيا اصيّرها له.
[١] وهم عثمان بن
عفان وطلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف.