نام کتاب : شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار نویسنده : القاضي النعمان المغربي جلد : 1 صفحه : 190
يومئذ لا يعدّ
إسلاما لأنه لم يكن بالغا مكلّفا ، وهذا منهم طعن على رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ كان قد دعاه
إلى الإسلام ، وقبله منه. وهو بزعمهم غير مقبول ، ولا واجب عليه مع جهل هؤلاء بدين
الله عز وجل ، وسنّة نبيه صلىاللهعليهوآله وما أنزله عليه عز وجل في كتابه ، فقد قال جلّ ثناؤه : « وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ
صَبِيًّا » [١] والحكم درجة بعد الاسلام ولا يكون إلا لمن يستحقه ، وقد رووا عن عبد الله بن
عمر هو وأمثاله من الصحابة عندهم ممن يجب اتباعه ولا يجوز عندهم مخالفة قوله ، إنه
قال : إذا بلغ الصبي سبع سنين كتب إيمانه وكفره. وحجته في ذلك عندهم اسلام علي عليهالسلام [ وذكروا ]
بأجمعهم قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهوّدانه أو
ينصّرانه أو يمجّسانه [٢]. وأجمعوا كذلك أن حكم الولد حكم أبويه ودينه على دينهما
حتى يختار الخروج منه ، فاذا كان مولودا على الفطرة لم يجز أن ينقل عنها حتى يبلغ
، وهو اذا بلغ عندهم على الإسلام ثم اختار غيره استتيب فان تاب وإلا قتل. وفي هذا
كلام يطول ذكره.
[١٤٨] ومما رووه
في نفس هذا المعنى عن عمرو بن سلمة ، إنه قال : كنا بحاضرا يمرّ بنا من جاء من عند
النبيّ صلوات الله عليه وآله ، فيحدّثون عنه عليه الصلاة والسّلام ، فحفظت قرآنا
كثيرا ، فوفدوا بي الى النبيّ في نفر من قومي ، فعلّمهم الصلاة ، وقال : ليؤمّكم
أقرأكم ، فقدموني ، وكنت اؤمّهم وأنا ابن ثمان سنين ، وكان عليّ بردة إذا سجدت
انكشف سوءتي. فقال امرؤ من القوم : واروا سوءة إمامكم ، فكسوني عمامة معقدة ،