نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 978
بما لم ينالوا ، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) . . إلى قوله : ( من ولى ولا نصير ) . وكان الذي قال تلك المقالة الجلاس بن سويد ابن صامت ، فرفعها عليه رجل كان في حجره ، يقال له : عمير بن سعد ، فأنكرها وحلف بالله ما قالها ، فلما نزل فيهم القرآن تاب ونزع ، وحسنت [ حاله و ] توبته ، فيما بلغني . ثم قال تعالى : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ) ، وكان الذي عاهد الله منهم ثعلبة بن حاطب ، ومعتب بن قشير ، وهما من بنى عمرو بن عوف . ثم قال : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ، والذين لا يجدون إلا جهدهم ، فيسخرون منهم ، سخر الله منهم ، ولهم عذاب أليم ) وكان المطوعون [ من المؤمنين ] في الصدقات عبد الرحمن بن عوف ، وعاصم بن عدي أخا بنى العجلان ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغب في الصدقة وحض عليها ، فقام عبد الرحمن بن عوف ، فتصدق بأربعة آلاف درهم ، وقام عاصم بن عدي ، فتصدق بمئة وسق من تمر ، فلمزوهما وقالوا : ما هذا إلا رياء ، وكان الذي تصدق بجهده أبو عقيل بنى أنيف ، أتى بصاع من تمر ، فأفرغها في الصدقة ، فتضاحكوا به ، وقالوا : إن الله لغنى عن صاع أبى عقيل . ثم ذكر قول بعضهم لبعض ، حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد ، وأمر بالسير إلى تبوك ، على شدة الحر وجدب البلاد ، فقال تعالى : ( وقالوا : لا تنفروا في الحر ، قل : نار جنهم أشد حرا لو كانوا يفقهون . فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) . . . إلى قوله : ( ولا تعجبك أموالهم وأولادهم ) . قال ابن إسحاق : وحدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ،
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 978