نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 976
ثم قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ، يذكر أهل النفاق : ( لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ، ولكن بعدت عليهم الشقة ، وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم ، يهلكون أنفسهم ، والله يعلم إنهم لكاذبون ) : أي أنهم يستطيعون ( عفا الله عنك ، لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ؟ ) . . . إلى قوله : ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ، ولأوضعوا خلالكم ، يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ) . قال ابن هشام : أوضعوا خلالكم : ساروا بين أضعافكم ، فالايضاع : ضرب من السير أسرع من المشي ، قال الأجدع بن مالك الهمداني : يصطادك الوحد المدل بشأوه * بشريج بين الشد والايضاع وهذا البيت في قصيدة له . قال ابن إسحاق : وكان الذين استأذنوه من ذوي الشرف ، فيما بلغني ، منهم : عبد الله بن أبي بن سلول ، والجد بن قيس ، وكانوا أشرافا في قومهم ، فثبطهم الله لعلمه بهم أن يخرجوا معه ، فيفسدوا عليه جنده ، وكان في جنده قوم أهل محبة لهم ، وطاعة فيما يدعونهم إليه ، لشرفهم فيهم . فقال تعالى : ( وفيكم سماعون لهم ، والله عليم بالظالمين ، لقد ابتغوا الفتنة من قبل ) : أي من قبل أن يستأذنوك ، ( وقلبوا لك الأمور ) : أي ليخذلوا عنك أصحابك ويردوا عليك أمرك ( حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ومنهم من يقول : ائذن لي ولا تفتني ، ألا في الفتنة سقطوا ) ، وكان الذي قال ذلك ، فيما سمى لنا ، الجد بن قيس ، أخو بنى سلمة ، حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جهاد الروم ، ثم كانت القصة إلى قوله تعالى : ( لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون . ومنهم من يلمزك
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 976