نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 962
أمية أن تخدمه ، قال : قلت : والله لا أستأذنه فيها ، ما أدرى ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لي في ذلك إذا استأذنته فيها ، وأنا رجل شاب ، قال : فلبثنا بعد ذلك عشر ليال ، فكمل لنا خمسون ليلة ، من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا ، ثم صليت الصبح ، صبح خمسين ليلة ، على ظهر بيت من بيوتنا ، على الحال التي ذكر الله منا ، قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت وضاقت على نفسي ، وقد كنت ابتنيت خيمة في ظهر سلع ، فكنت أكون فيها ، إذ سمعت صوت صارخ أو في علي ظهر سلع يقول بأعلى صوته : يا كعب بن مالك ، أبشر ، قال : فخررت ساجدا ، وعرفت أن قد جاء الفرج . قال : وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى الفجر ، فذهب الناس يبشروننا ، وذهب نحو صاحبي مبشرون ، وركض رجل إلى فرسا ، وسعى ساع من أسلم ، حتى أوفى على الجبل ، فكان الصوت أسرع من الفرس ، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني ، نزعت ثوبي ، فسكوتهما إياه بشارة ، والله ما أملك يومئذ غيرهما ، واستعرت ثوبين فلبستهما ، ثم انطلقت أتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقاني الناس يبشرونني بالتوبة يقولون : ليهنك توبة الله عليك ، حتى دخلت المسجد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس ، فقام إلى طلحة بن عبيد الله ، فحياني وهنأني ، ووالله ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره ، قال : فكان كعب بن مالك لا ينساها لطلحة . قال كعب : فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ووجهه يبرق من السرور : أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ، قال : قلت : أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله ؟ قال : بل من عند الله ، قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استبشر كأن وجهه قطعة قمر ، قال : وكنا نعرف ذلك
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 962