نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 899
مالك ، فقتل منهم سبعون رجلا تحت رايتهم ، فيهم عثمان بن عبد الله بن ربيعة ابن الحارث بن حبيب ، وكانت رايتهم مع ذي الخمار ، فلما قتل أخذها عثمان ابن عبد الله ، فقاتل بها حتى قتل . قال ابن إسحاق : وخبر أبي عامر بن وهب بن الأسود ، قال : لما بلغ رسول الله عليه وسلم قتله ، قال : أبعده الله ! فإنه كان يبغض قريشا . قال ابن إسحاق : وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس : أنه قتل مع عثمان بن عبد الله غلام له نصراني أغرل [1] ، قال : فبينا رجل من الأنصار يسلب قتلى ثقيف ، إذ كشف العبد يسلبه ، فوجده أغرل . قال : فصاح بأعلى صوته : يا معشر العرب ، يعلم الله أن ثقيفا غرل ، قال المغيرة بن شبعة : فأخذت بيده ، وخشيت أن تذهب عنه في العرب ، فقلت : لا تقل ذاك ، فداك أبي وأمي ، إنما هو غلام لنا نصراني ، قال : ثم جعلت أكشف له عن القتلى ، وأقول له : ألا تراهم مختنين كما ترى ! قال ابن إسحاق : وكانت راية الاحلاف مع قارب بن الأسود ، فلما انهزم الناس أسند رايته إلى شجرة ، وهرب هو وبنو عمه وقومه من الاحلاف ، فلم يقتل من الاحلاف غير رجلين : رجل من [ بنى ] غيرة ، يقال له وهب ، وآخر من بنى كنة ، يقال له الجلاح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه قتل الجلاح : قتل اليوم سيد شباب ثقيف ، إلا ما كان من ابن هنيدة ، يعنى بابن هنيدة الحارث بن أويس . فقال عباس بن مرداس السلمي يذكر قارب بن الأسود وفراره من بنى أبيه ، وذا الخمار وحبسه قومه للموت : ألا من مبلغ غيلان عنى * وسوف - إخال - يأتيه الخبير وعروة ، إنما أهدى جوابا * وقولا غير قولكما يسير