responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 4  صفحه : 861


قوله : " ونالني مع الله من طردت كل مطرد " ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره ، وقال : أنت طردتني كل مطرد ؟
فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران ، قال العباس بن عبد المطلب . فقلت : وا صباح قريش ، والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه ، إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر .
قال : فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ، فخرجت عليها .
قال : حتى جئت الأراك ، فقلت : لعلى أجد بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة ، فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة . قال : فوالله إني لأسير عليها ، وألتمس ما خرجت له ، إذ سمعت كلام أبى سفيان وبديل بن ورقاء ، وهما يتراجعان ، وأبو سفيان يقول : ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا ، قال :
يقول بديل : هذه والله خزاعة حمشتها الحرب . قال : يقول أبو سفيان : خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها ، قال : فعرفت صوته ، فقلت :
يا أبا حنظلة ، فعرف صوتي ، فقال : أبو الفضل ؟ قال : قلت : نعم ، قال :
مالك ؟ فداك أبي وأمي ، قال : قلت : ويحك يا أبا سفيان ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس ، وا صباح قريش والله . قال : فما الحيلة ؟ فداك أبي وأمي ، قال : قلت : ولئن ظفر بك ليضربن عنقك ، فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك ، قال : فركب خلفي ورجع صاحباه ، قال : فجئت به ، كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا : من هذا ؟
فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عليها ، قالوا : عم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ على بغلته ] حتى مررت بنار عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال : من هذا ؟ وقام إلى ، فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة ، قال : أبو سفيان عدو الله !

نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 4  صفحه : 861
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست