نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 441
ذكر رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب قال ابن إسحاق : فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة بن ابن عباس ، ويزيد ابن رومان عن عروة بن الزبير ، قالا : وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب ، قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال ، رؤيا أفزعتها ، فبعثت إلى أخيها العباس ابن عبد المطلب ، فقالت له : يا أخي ، والله لقد رأيت الليلة رؤيا [ لقد ] أفظعتني ، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ، فاكتم عنى ما أحدثك [ به ] ، فقال لها : وما رأيت ؟ قالت : رأيت راكبا أقبل على بعير له ، حتى وقف بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته : ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث ، فأرى الناس اجتمعوا إليه ، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه ، فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها : ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث ، ثم مثل به بعيره على رأس أبى قبيس ، فصرخ بمثلها ، ثم أخذ صخرة فأرسلها ، فأقبلت تهوى ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت ، فما بقى بيت من بيوت مكة ، ولا دار إلا دخلتها منها فلقة ، قال العباس : والله إن هذه لرؤيا ! وأنت فاكتميها ، ولا تذكريها لأحد . ثم خرج العباس ، فلقى الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وكان له صديقا . فذكرها له واستكتمه إياها . فذكرها الوليد لأبيه عتبة ، ففشا الحديث بمكة ، حتى تحدثت به قريش [ في أنديتها ] . قال العباس : فغدوت لأطوف بالبيت ، وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعدوا يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل ، إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا ، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم ، فقال لي أبو جهل : يا بنى عبد المطلب ، متى حدثت فيكم هذه النبية ؟ قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : تلك الرؤيا التي رأت عاتكة ، قال : فقلت : وما رأت ؟
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 441