نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 434
قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن محمد بن خيثم أبى يزيد ، عن عمار بن ياسر ، قال : كنت أنا وعلى ابن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها ، رأينا أناسا من بنى مدلج يعملون في عين لهم وفى نخل ، فقال لي على ابن أبي طالب ، يا أبا اليقظان ، هل لك في أن نأتى هؤلاء القوم ، فننظر كيف يعملون ؟ قال : قلت : إن شئت ، قال : فجئناهم ، فنظرنا إلى عملهم ساعة ، ثم غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعلى حتى اضطجعنا في صور من النخل ، وفى دقعاء من التراب فنمنا ، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها ، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : مالك يا أبا تراب ، لما يرى عليه من التراب ، ثم قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، الذي يضربك يا علي على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه ، وأخذ بلحيته . قال ابن إسحاق : وقد حدثني بعض أهل العلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمى عليا أبا تراب أنه كان إذا عتب على فاطمة في شئ لم يكلمها ولم يقل لها شيئا تكرهه ، إلا أنه يأخذ ترابا فيضعه على رأسه ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عليه التراب عرف أنه عاتب على فاطمة ، فيقول : مالك يا أبا تراب ؟ فالله أعلم أي ذلك كان . سرية سعد بن أبي وقاص قال ابن إسحاق : وقد كان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين ذلك من غزوة سعد بن أبي وقاص ، في ثمانية رهط من المهاجرين ، فخرج حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز ، ثم رجع ولم يلق كيدا .
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 434