نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 426
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم ، فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم . قالت : فكان أبو بكر ، وعامر بن فهيرة ، وبلال ، موليا أبى بكر ، مع أبي بكر في بيت واحد ، فأصابتهم الحمى ، فدخلت عليهم أعودهم وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب ، وبهم مالا يعلمه إلا الله من شدة الوعك فدنوت من أبى بكر ، فقلت له : كيف تجدك يا أبت ؟ فقال : كل امرئ مصبح في أهله * والموت أدنى من شراك نعله قالت : فقلت : والله ما يدرى أبى ما يقول ، ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت له : كيف تجدك يا عامر ؟ فقال : لقد وجت الموت قبل ذوقه * إن الجبان حتفه من فوقه كل امرئ مجاهد بطوقه * كالثور يحمى جلده بروقه [ بطوقه ] يريد : بطاقته ، فيما قال ابن هشام ، قالت فقلت : والله ما يدرى عامر ما يقول ! قالت : وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت ، ثم رفع عقيرته فقال : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بفخ وحولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل قال ابن هشام : شامة وطفيل : جبلان بمكة . قالت عائشة رضي الله عنها : فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت منهم ، فقلت : إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى . قالت : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة ، أو أشد ، وبارك لنا في مدها وصاعها ، وانقل وباءها إلى مهيعة . ومهيعة : الجحفة .
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 426