نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 421
عن عيسى وعما اختلفوا فيه من أمره ، فلا تقلبن خبرا خيره { إن مثل عيسى عند الله } فاستمع { كمثل آدم خلقه من تراب ، ثم قال له كن فيكون الحق من ربك } أي ما جاءك من الخبر عن عيسى { فلا تكن من الممترين } أي قد جاءك الحق من ربك فلا تمترين فيه ، وإن قالوا : خلق عيسى من غير ذكر فقد خلقت آدم من تراب ، بتلك القدرة من غير أنثى ولا ذكر ، فكان كما كان عيسى لحما ودما ، وشعرا وبشرا ، فليس خلق عيسى من غير ذكر بأعجب من هذا { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم } أي من بعد ما قصصت عليك من خبره ، وكيف كان أمره { فقل : تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } . قال ابن هشام : قال أبو عبيدة : نبتهل : ندعو باللعنة ، قال أعشى بنى قيس بن ثعلبة : لا تقعدون وقد أكلتها حطبا * تعوذ من شرها يوما وتبتهل وهذا البيت في قصيدة له . يقول : ندعو باللعنة . وتقول العرب : بهل الله فلانا أي لعنه ، وعليه بهلة الله . [ قال ابن هشام ] : ويقال : بهلة الله ، أي لعنة الله ، ونبتهل أيضا : نجتهد في الدعاء . قال ابن إسحاق : ( إن هذا ) الذي جئت به من الخير عن عيسى ( لهو القصص الحق ) من أمره ( وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين ، قل : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ، فإن تولوا فقولوا : اشهدوا بأنا مسلمون } فدعاهم إلى النصف ، وقطع عنهم الحجة .
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 421