responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 2  صفحه : 419


فأصابت بني إسرائيل أزمة شديدة ، فعجز زكريا عن حملها ، فاستهموا عليها أيهم يكفلها ، فخرج السهم على جريح الراهب بكفولها فكفلها . { وما كنت لديهم إذ يختصمون } أي ما كنت معهم إذ يختصمون فيها ، يخبره بخفي ما كتموا منه من العلم عندهم ، لتحقيق نبوته والحجة عليهم بما يأتيهم به مما أخفوا منه .
ثم قال : { إذ قالت الملائكة : يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم } أي هكذا كان أمره ، لا كما تقولون فيه { وجيها في الدنيا والآخرة } أي عند الله { ومن المقربين ، ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين } يخبرهم بحالاته التي يتقلب فيها في عمره ، كتقلب بني آدم في أعمارهم ، صغارا وكبارا ، إلا أن الله خصه بالكلام في مهده آية لنبوته ، وتعريفا للعباد بمواقع قدرته { قالت : رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ؟ قال : كذلك الله يخلق ما يشاء } أي يصنع ما أراد ، ويخلق ما يشاء من بشر أو غير بشر { إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن } مما يشاء وكيف شاء ، ( فيكون ) كما أراد .
ثم أخبرها بما يريد به ، فقال : { ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة } التي كانت فيهم من عهد موسى قبله ( والإنجيل ) كتاب آخر أحدثه الله عز وجل إليه لم يكن عندهم إلا ذكره أنه كائن من الأنبياء بعده { ورسولا إلى بني إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم } أي يحقق بها نبوتي ، أنى رسول منه إليكم { أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله } الذي بعثني إليكم ، وهو ربى وربكم { وأبرئ الأكمه والأبرص } .
قال ابن هشام : الأكمه : الذي يولد أعمى ، قال رؤبة بن العجاج :
* هرجت فارتد ارتداد الأكمه *

نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 2  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست