نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 400
ثم قال فيما قال فنحاص والأحبار معه من يهود : { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ، فبئس ما يشترون * لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم - 187 و 188 من سورة آل عمران } ، يعنى فنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار ، الذين يفرحون بما يصيبون من الدنيا على ما زينوا للناس من ضلالة ، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، أن يقول الناس : علماء ، وليسوا بأهل علم ، لم يحملوهم على هدى ولا حق ، ويحبون أن يقول الناس : قد فعلوا . قال ابن إسحاق : وكان كردم بن قيس ، حليف كعب بن الأشرف ، وأسامة بن حبيب ، ونافع بن أبي نافع ، وبحري بن عمرو ، وحيى بن أخطب ، ورفاعة بن زيد بن التابوت ، يأتون رجالا من الأنصار كانوا يخالطونهم ، ينتصحون لهم ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولون لهم : لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ، ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون علام يكون . فأنزل الله فيهم : { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله } ، أي من التوراة ، التي فيها تصديق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم { وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ، والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } ، إلى قوله : { وكان الله بهم عليما - 37 ، 39 من سورة النساء } . قال ابن إسحاق : وكان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء يهود ، إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه ، وقال : أرعنا سمعك يا محمد ، حتى نفهمك ، طعن في الاسلام وعابه . فأنزل الله فيه : { ألم تر إلى الذين أتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل ، والله
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 400