responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 2  صفحه : 399


ودخل أبو بكر الصديق بيت المدارس على يهود ، فوجد منهم ناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم ، يقال له فنحاص ، وكان من علمائهم وأحبارهم ، ومعه حبر من أحبارهم ، يقال له : أشيع ، فقال أبو بكر لفنحاص : ويحك يا فنحاص ! اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم إن محمدا لرسول الله ، قد جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل ، فقال فنحاص لأبي بكر : والله يا أبا بكر ، ما بنا إلى الله من فقر ، وإنه إلينا لفقير ، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا . وإنا عنه لأغنياء ، وما هو عنا بغنى ، ولو كان عنا غنيا ما استقرضنا أموالنا ، كا يزعم صاحبكم ، ينهاكم عن الربا ويعطيناه ، ولو كان عنا غنيا ما أعطانا الربا ، قال : فغضب أبو بكر ، فضرب وجه فنحاص ضربا شديدا ، وقال : والذي نفسي بيده ، لولا العهد الذي بيننا وبينكم لضربت رأسك ، أي عدو الله . قال : فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، انظر ما صنع بي صاحبك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن عدو الله قال قولا عظيما ، إنه زعم أن الله فقير [ إليهم ] وأنهم [ عنه ] أغنياء ، فلما قال ذلك غضبت لله ما قال ، وضربت وجهه . فجحد ذلك فنحاص ، وقال :
ما قلت ذلك . فأنزل الله فيما قال فنحاص ردا عليه ، وتصديقا لأبي بكر :
{ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ، سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ، ونقول ذوقوا عذاب الحريق - 181 من سورة آل عمران } .
ونزل في أبى بكر الصديق رضي الله عنه ، وما بلغه في ذلك من الغضب :
{ ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور - 186 من سورة آل عمران } .

نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 2  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست