نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 397
قال ابن إسحاق : ففعل ، فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب : أوس بن قيظي ، أحد بن حارثة ابن الحارث ، من الأوس ، وجبار بن صخر ، أحد بنى سلمة من الخزرج ، فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه : إن شئتم رددناها الآن جذعة ، فغضب الفريقان جميعا وقالوا : قد فعلنا ، موعدكم الظاهرة - والظاهرة : الحرة - السلاح السلاح ، فخرجوا إليها . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم ، فقال : يا معشر المسلمين ، الله الله ، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للاسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر ، وألف به بين قلوبكم ، فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان ، وكيد من عدوهم ، فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا ، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين ، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس ، فأنزل الله تعالى في شأس بن قيس وما صنع : { قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله ؟ والله شهيد على ما تعملون ، قل : يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا ، وأنتم شهداء ؟ وما الله بغافل عما تعملون - 98 ، 99 من سورة آل عمران } . وأنزل الله في أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا عما أدخل عليهم شأس من أمر الجاهلية : { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ؟ ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم . يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } ، إلى قوله تعالى : { وأولئك لهم عذاب عظيم - 100 ، 105 من سورة آل عمران } . قال ابن إسحاق : ولما أسلم عبد الله بن سلام ، وثعلبة بن سعية ، وأسيد
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 397