نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 345
قال ابن هشام : سألت غير واحد من أهل العلم بالشعر عن هذا الزجر ، فقالوا : بلغنا أن علي بن أبي طالب ارتجز به ، فلا يدرى أهو قائله أم غيره . قال ابن إسحاق : فأخذها عمار بن ياسر ، فجعل يرتجز بها . قال ابن هشام : فلما أكثر ، ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إنما يعرض به ، فيما حدثنا زياد بن عبد الله [ البكائي ] عن ابن إسحاق . وقد سمى ابن إسحاق الرجل . قال ابن إسحاق : فقال : قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا بن سمية ، والله إن لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك . قال : وفى يده عصا . قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : ما لهم ولعمار ! يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، إن عمارا جلدة ما بين عيني ( 1 ) وأنفى ، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه . قال ابن هشام : وذكر سفيان بن عيينة عن زكريا عن الشعبي ، قال : [ إن ] أول من بنى مسجدا عمار بن ياسر . قال ابن إسحاق : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبى أيوب حتى بنى له مسجد ومساكنه ، ثم انتقل إلى مساكنه من بيت أبى أيوب ، رحمة الله عليه ورضوانه . قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي رهم السماعي قال : حدثني أبو أيوب قال : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي نزل في السفل ، وأنا وأم أيوب في العلو ، فقلت له : يا نبي الله ، بأبي أنت وأمي ، إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي ، فاظهر أنت فكن في العلو ، وننزل نحن فنكون في السفل ، فقال : يا أبا أيوب ، إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت . ( هامش ص 345 ) ( 1 ) يكنى بهذه العبارة عن شدة الحب ، ومنه قول الشاعر : يديرونني عن سالم وأديرهم * وجلدة بين العين والأنف سالم
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 345