نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 250
ضاقت عليه مكة وأصابه فيها الأذى ، ورأى من تظاهر قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما رأى [ قد ] استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فأذن له ، فخرج أبو بكر مهاجرا ، حتى إذا سار من مكة يوما أو يومين ، لقيه ابن الدغنة [1] ، أخو بنى الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، وهو يومئذ سيد الأحابيش . قال ابن إسحاق : والأحابيش : بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، والهون بن خزيمة بن مدركة ، وبنو المصطلق من خزاعة . قال ابن هشام : تحالفوا جميعا ، فسموا الأحابيش [ لانهم تحالفوا بواد يقال له الأحبش بأسفل مكة ] للحلف . ويقال : ابن الدغينة ( 1 ) . قال ابن إسحاق : حدثني الزهري عن عروة [ بن الزبير ] عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقال ابن الدغنة : أين يا أبا بكر ؟ قال : أخرجني قومي وآذوني ، وضيقوا على ، قال : ولم ؟ فوالله إنك لتزين العشيرة ، وتعين على النوائب ، وتفعل المعروف ، وتكسب المعدوم ، ارجع فأنت في جواري . فرجع معه ، حتى إذا دخل مكة قام ابن الدغنة فقال : يا معشر قريش ، إني قد أجرت ابن أبي قحافة ، فلا يعرضن له أحد إلا بخير . قالت : فكفوا عنه . قالت : وكان لأبي بكر مسجد عند باب داره في بنى جمح ، فكان يصلى فيه ، وكان رجلا رقيقا ، إذا قرأ القرآن استبكى . قالت : فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء يعجبون لما يرون من هيئته . قالت : فمشى رجال من قريش إلى ابن الدغنة ، فقالوا [ له ] : يا بن الدغنة ، إنك لم تجر هذا الرجل ليؤذينا ! إنه رجل إذا صلى وقرأ ما جاء به محمد يرق [ ويبكي ] وكانت له هيئة ونحو ، فنحن نتخوف على صبياننا ونسائنا وضعفتنا أن يفتنهم ، فاته فمره أن يدخل بيته .
[1] في القاموس ذكر الدغنة كخزمة والدغنة ككلمة ، وصوب الدغنة كحزقة ، ولم يذكر المصغر
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 250