نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 237
ذكر [ بعض ] ما لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه من الأذى فجعلت قريش - حين منعه الله منها ، وقام عمه وقومه من بنى هاشم وبنى المطلب دونه ، وحالوا بينهم وبين ما أرادوا من البطش به - يهمزونه ويستهزئون به ويخاصمونه ، وجعل القرآن ينزل في قريش بأحداثهم ، وفيمن نصب لعداوته منهم ، فمنهم من سمى لنا ، ومنهم من نزل فيه القرآن في عامة من ذكر الله من الكفار ، فكان ممن سمى لنا من قريش ممن نزل فيه القرآن : عمه أبو لهب بن عبد المطلب ، وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية ، حمالة الحطب ، وإنما سماها الله تعالى حمالة الحطب ، لأنها كانت - فيما بلغني - تحمل الشوك فتطرحه على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يمر ، فأنزل الله تعالى فيهما : { تبت يدا أبى لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد - سورة المسد } قال ابن هشام : الجيد : العنق . قال أعشى بنى قيس بن ثعلبة : يوم تبدى لنا قتيلة عن جيد * أسيل تزينه الأطواق وهذا البيت في قصيدة له . وجمعه : أجياد . المسد : شجر يدق كما يدق الكتان فتفتل منه حبال . قال النابغة الذبياني ، واسمه زياد بن عمرو بن معاوية : مقذوفة بدخيس النحض بازلها * له صريف صريف القعو بالمسد وهذا البيت في قصيدة له . وواحدته : مسدة . قال ابن إسحاق : فذكر لي أن أم جميل : حمالة الحطب ، حين سمعت ما نزل فيها وفى زوجها من القرآن ، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق ، وفى يدها فهر من حجارة ، فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا ترى
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 237