responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 5  صفحه : 478
انقلبتم إليهم) الى قوله: (فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) [ التوبة 95، 96 ]. قال كعب: وكنا قد تخلفنا ايها الثلاثة عن امر اولئك الذين قبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم، وأرجا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى قضى الله سبحانه وتعالى فيه بذلك قال الله تعالى: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) [ التوبة 118 ] وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو وإنما تحليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه، فقبل منه. وروى ابن عساكر عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما نزلت توبتي قبلت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ذكر أقوام تخلفوا من غير عذر روى ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما. والبيهقي عن سعيد بن المسيب رحمه الله - في قوله تعالى: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) [ التوبه 102 ] قال ابن عباس كانوا عشرة رهط تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك منهم: أبو لبابة، وسمى قتاده منهم: جد بن قيس وجذام بن أوس - رواه ابن أبي حاتم. فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد، وكان ممر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رجع من السمجد عليهم، فلما راهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من هؤلاء الموثقون أنفسهم " قالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا عنك يارسول الله، فعاهدوا الله ألا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم فترضى عنهم وتعذرهم، وقدا اعترفوا بذنوبهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وأنا أقسم بالله أطلقهم ولا أعذرهم حتى يكون الله تعالى هو الذي يطلقهم، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين " [1] فلما بلغهم ذلك قالوا: ونحن لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله تبارك وتعالى هو الذي يطلقنا، فانزل الله تبارك وتعالى: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم) [ التوبة 102 ] وعسى من الله واجب، (إنه هو التواب الرحيم) [ البقرة 37 ] فلما نزلت أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فاطلقهم وعذرهم. قال ابن المسيب: فارسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي لبابة ليطلقه، فأبى أن يطلقه أحد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطلقه بيده، فجاءوا باموالهم فقالوا: يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا واستغفر لنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما أمرت أن آخذ أموالكم " فانزل الله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم) يقول: استغفر لهم (إن صلاتك سكن لهم) [ التوبة 103 ]

[1] أخرجه البيهقي في الدلائل 5 / 272. (*)

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 5  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست