responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 5  صفحه : 434
ذكر عزمه - صلى الله عليه وسلم - على قتال الروم وبيان ذلك للناس لما عزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتال الروم عام تبوك، وكان ذلك في زمان عسرة من الناس وشدة من الحر وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس، يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص على تلك الحال من الزمان الذي هم عليه، وبين - صلى الله عليه وسلم - للناس مقصده، وكان - صلى الله عليه وسلم - قل أن يخرج في غزوة إلا كنى عنها وورى بغيرها إلا ما كان من غزوة تبوك، فانه بينها للناس لبعد الشقة وشدة الزمان وكثرة العدو الذي يصمد له، ليتاهب الناس لذلك أهبته، فأمر الناس بالجهاز، ودعا من حوله من أحياء العرب للخروج معه، فأوعب معه بشر كثير، وبعث إلى مكة، وتخلف آخرون، فعاتب الله - تعالى - من تخلف منهم لغير عذر من المنافقين والمقصرين، ووبخهم وبين أمرهم، فقال سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الارض أرضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير) [ التوبة 38، 39 ] ثم قال تعالى (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون) [ التوبة 41، 42 ] إلى آخر الايات. وروى ابن شيبة، والبخاري، وابن سعد عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قيظ شديد، واستقبل سفرا بعيدا، وغزى وعددا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتاهبوا أهبة غزوهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريده [1]. ذكر حثه - صلى الله عليه وسلم - على النفقة والحملان في سبيل الله تبارك وتعالى في حديث عمران بن حصين - رضي الله عنهما - عند الطبراني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو فيقول: " اللهم أن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الارض. فلم يكن للناس قوة [2].

[1] أخرجه البخاري (2948).
[2] أخرجه مسلم 3 / 1383، 1384 واحمد 1 / 32. (*)

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 5  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست