نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 12 صفحه : 36
جماع أبواب بعض الحوادث الكائنة بالمدينة الشريفة في سني الهجرة غير ما تقدم باب مبدأ التاريخ الإسلامي وأسقطت ذكر بقية الأبواب لكثرتها، وفيه أنواع الأول: في بيان من ابتدأ بالتاريخ. روى الحاكم في (الإكليل) عن ابن شهاب الزهري - رحمه الله تعالى -، قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة أمر بالتاريخ فكتب في ربيع الأول [1]. قال الحافظ - رحمه الله تعالى - هذا معضل [2]، والمشهور خلافه. قلت: وهذا القول قدمه في الإشارة، ورواه يعقوب بن سفيان - بلفظ - (التاريخ من يوم قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة مهاجرا) قال الحافظ، وابن عساكر: وهذا أصوب، والمحفوظ أن الآمر بالتاريخ عمر بن الخطاب [3]. قال الشيخ - رحمه الله تعالى - في كتاب (التاريخ): ويعضد الأول ما رأيته بخط ابن القماح في مجموع له، قال ابن الصلاح: وقفت على كتاب في (الشروط) لأبي طاهر محمش الزيادي ذكر فيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارخ بالهجرة حين كتب لنصارى نجران، وأمر عليا - رضي الله تعالى عنه - أن يكتب فيه لخمس من الهجرة، فالمؤرخ إذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر تبعه في ذلك. وقد يقال: إن هذا صريح في أنه أرخ سنة خمس، والحديث الأول فيه أنه أرخ يوم [1] وأخرجه الطبري في التاريخ 2 / 388. [2] والمعضل ما سقط من اثنان فصاعدا مع التوالي، قال السمني وخصه التبريزي هو والمنقطع بما ليس في أول الإسناد وقال شيخ الإسلام ابن حجر: إن الموقوف على التابعي يعتبر معضلا بشرطين. أحدهما: أن يكون مما يجوز نسبته إلى غير النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن لم يكن فمرسلا أي إن كان لا يقال من قبل الرأي، ولا يروي عن أهل الكتاب، فيتعين أن يكون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيكون الساقط منه الصحابي فقط، فيكون مرسلا لأنه في هذه الحالة يكون في حكم المرفوع. ثانيهما: أن يروى مسندا من طريق ذلك الذي وقف عليه، فإن لم يكن موقوفه لا معضل لاحتمال أنه قاله من عنده، ولم يتحقق شرط التسمية من سقوط اثنين أ ه. قال العراقي: والمعضل الساقط منه اثنان * فصاعدا، ومنه قسم ثان حذف النبي والصحابى معا * ووقف متنه على من تبعا انظر غيث المستغيث ص 74. [3] الطبري 2 / 388. (*)
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 12 صفحه : 36