responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 11  صفحه : 439
الباب الثامن في كون حرمته - صلى الله عليه وسلم - بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازما [1] كما كان في حال حياته قال القاضي: قال أبو إبراهيم التجيبي: " واجب على كل مؤمن متى ذكر - صلى الله عليه وسلم - أو ذكر عنده أن يخضع ويخشع ويتوقر، ويسكن من حركته، ويأخذ من هيبته وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه لو كان بين يديه، ويتأدب بما أدبنا الله تعالى به من قوله تعالى: (لا تقدموا بين يدي الله) [ الحجرات 1 ] (لا ترفعوا أصواتكم) [ الحجرات 2 ] (لا تقولوا راعنا [ البقرة 104 ] (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) [ النور 63 ]. ولما ناظر أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن عباس ثاني خلفاء بني العباس مالكا في مسجده - عليه الصلاة والسلام - قال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله تعالى أدب قوما فقال: (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) [ الحجرات 2 ]. وإن حرمته ميتا كحرمته حيا، فاستكان لها أبو جعفر، وقال لمالك: يا أبا عبيد الله أأستقبل القبلة وادعوا أم استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال له: لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله - تعالى - يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله، فإنه تقبل به شفاعتك لنفسك قال الله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) [ النساء 64 ] أي بتحاكمهم إلى الطاغوت وهو كعب بن الاشرف، سمي طاغوتا لعتوه وفرط طغيانه، وعداوته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (جاؤوك) تائبين من نفاقهم (فاستغفروا الله) [ النساء 64 ] مما تقدم منهم (واستغفروا لهم الرسول) [ النساء 64 ] التفت تفخيما لشأنه - صلى الله عليه وسلم - وإيذانا بأن شفاعة من اسمه الرسول من الله تحل من القبول (لوجدوا الله توابا رحيما) [ النساء 64 ]. أي لتاب عليهم ورحمهم، فلا يؤاخذهم بسوء صنيعهم. وقال مالك - رحمه الله تعالى -: وقد سئل عن أبي أيوب السختياني - بسين مفتوحة فمعجمة ساكنة فتاء مكسورة، لبيع السختيان أي: الجلد المدبوغ - ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب أفضل منه. وقال: وحج أيوب حجتين فكنت أرمقه ولا أسمع منه غير أنه إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكى حتى أرحمه فلما رأيت منه ما رأيت، [ وإجلاله للنبي - صلى الله عليه وسلم - ]، كتبت عنه. وقال مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري: كان مالك - إمام دار الهجرة إذا

[1] في أ: لازم. (*)

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 11  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست