responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الرضا نویسنده : القرشي، الشيخ باقر شريف    جلد : 1  صفحه : 204
وحكى هذا المقطع حكمة الله البالغة في خلقه للانسان الذي يحتوي على الاجهزة العجيبة، التي هي عرضة للاصابة بانواع الامراض، وان الله تعالى لم يخلق مرضا إلا وله دواء يقضي عليه، ويحسمه، فقد طويت في هذه العصور التي بلغ فيها الطب الذروة جمهرة من الامراض والقيت في البحر، كمرض السل، والتهاب الامعاء، والتيفوئيد، وذلك بفضل المضادات الحياتية كالبنسلين والارومايسين وغيرهما، بالاضافة إلى عالم الجراحة التي قضت على كثير من الامراض، وبهذا فقد تجلت الحكمة البالغة في كلمة الامام سليل النبوة من ان الله تعالى قد جعل لكل صنف من الداء صنفا من الدواء، وسوف يطوى في ملف الطب من أن بعض الامراض لا دواء لها. قال (عليه السلام): " إن الاجسام الانسانية جعلت في مثال الملك، فملك الجسد هو القلب، والعمال العروق والاوصال، والدماغ وبيت الملك قلبه، وأرضه الجسد، والاعوان يداه، ورجلاه وعيناه، وشفتاه ولسانه وأذناه، وخزانته معدته وبطنه، وحجابه صدره، فاليدان عونان يقربان، ويبعدان ويعملان على ما يوحي اليهما الملك، والرجلان تنقلان الملك حيث يشاء، والعينان تدلان على ما يغيب عنه، لان الملك وراء حجاب لا يوصل إليه الا بهما، وهما سراجاه أيضا، وحصن الجسد وحرزه، والاذنان لا تدخلان على الملك إلا ما يوافقه لانهما لا يقدران أن يدخلا شيئا، حتى يوحي الملك اليهما فإذا أوحى اليهما أطرق الملك منصتا لهما حتى يسمع منهما، ثم يجيب بما يريد فيترجم عنه اللسان بادوات كثيرة، منها ريح الفؤاد، وبخار المعدة، ومعونة الشفتين، وليس للشفتين قوة إلا بالانسان، وليس يستغني بعضها عن بعض... ". عرض الامام الحكيم إلى بدن الانسان، هذا البدن العجيب الذي تجلت فيه قدرة الله الهائلة، وابداعه المدهش، وتنظيمه المحكم، قال تعالى: يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك، فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك). هذا البدن الذي حوى من الاجهزة والخلايا ما يعجز عنه الوصف، ويقول فيه رائد الحكمة والبيان في الاسلام الامام أمير المؤمنين (عليه السلام): اتحسب أنك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الاكبر نعم ان الانسان ليس هيكلا محدودا، ولا جرما صغيرا وانما حوى العالم باسره، فهو مجموعة من الاكوان والعوالم.


نام کتاب : حياة الإمام الرضا نویسنده : القرشي، الشيخ باقر شريف    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست