responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسين نویسنده : القرشي، الشيخ باقر شريف    جلد : 1  صفحه : 94
حتى أخذه فجعل احدى يديه تحت ذقنه والاخرى في فأس رأسه [1] فقبله وقال: " حسين منى وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الاسباط... " [2]. ودلل النبي صلى الله عليه وآله بهذا الحديث الشريف على مدى الصلة العميقة التي بينه وبين وليده، وأكبر الظن أنه صلى الله عليه وآله لم يعن بقوله: " حسين مني " الرابطة النسبية التي بينه وبينه، وإنما عنى أمرا آخر هو أدق وأعمق فالحسين منه لانه يحمل روحه وهديه، ويحمل اتجاهاته العظيمة الهادفة إلى اصلاح الانسان ورفع مستواه، وتطوير وسائل حياته على أساس الايمان بالله الذي يحمل جميع مفاهيم الخير والسلام في الارض، كما عنى صلى الله عليه وآله بقوله: " وأنا من حسين " أن ما يبذله السبط العظيم من التضحية والفداء في سبيل الدين، وما تؤديه تضحيته من الفعاليات الهائلة في تجديد رسالة الاسلام، وجعلها نابضة بالحياة على ممر الاجيال الصاعدة فكان النبي صلى الله عليه وآله بذلك حقا من الامام الحسين فهو المجدد لدينه، والمنقذ له من شر تلك الطغمة الحاكمة التي جهدت على محو الاسلام من خريطة هذا الكون، واعادة مفاهيم الجاهلية وخرافاتها على مسرح الحياة، وقد نسف الامام بنهضته أحلام الامويين، وأعاد للاسلام نضارته وحياته، ورفع رايته عالية خفاقة في جميع الاجيال.

[1] وفي رواية " فوضع احدى يديه تحت قفاه، والاخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه وهو يقول حسين منى... الخ.
[2] سنن ابن ماجة 1 / 51، مسند أحمد بن حنبل 4 / 172، أسد الغابة 2 / 19، تهذيب الكمال (ص 71)، تيسير الوصول 3 / 276 مستدرك الحاكم 3 / 177، أنساب الاشراف ج 1 ق 1.

نام کتاب : حياة الإمام الحسين نویسنده : القرشي، الشيخ باقر شريف    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست