responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 3  صفحه : 408

فيمسكها حتّى تطفأ؟ فكاع‌ [1] الناس كلّهم و نكلوا، فقمت و قلت: يا أبت أ تأمر أن أفعل؟

فقال: ليس إيّاك عنيت. إنّما أنت منّي و أنا منك، بل إيّاهم أردت، [قال:] و كرّرها ثلاثا. ثمّ قال: ما أكثر الوصف و أقل الفعل! إنّ أهل الفعل قليل ان أهل الفعل لقليل، ألا و إنّا لنعرف أهل الفعل و الوصف معا، و ما كان منّا هذا تعاميا عليكم، بل لنبلو أخباركم، و نكتب آثاركم.

فقال: و اللّه لكأنّما مادت‌ [2] بهم الأرض حياء ممّا قال، حتى أنّي لأنظر الى الرجل منهم يرفض عرقا [3] ما يرفع عينيه من الأرض فلمّا رأى ذلك منهم قال:

رحمكم اللّه فما أردت إلّا خيرا إنّ الجنّة درجات، فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول، و درجة أهل القول لا يدركها غيرهم.

قال: فو اللّه لكأنّما نشطوا من عقال. [4]

2- و من طريق المخالفين: كمال الدين بن طلحة الشامي في «مطالب السئول» قال: روى جابر الجعفي قال: قال لي محمّد بن عليّ (عليه السلام) يوما:

يا جابر إنّي لمشتغل القلب، قلت له: و ما شغل قلبك‌ [5]؟

قال: يا جابر إنّه من دخل قلبه دين اللّه الخالص شغله عمّا سواه.

يا جابر ما الدنيا و ما عسى أن تكون؟ هل هي إلّا مركب ركبته، أو ثوبا لبسته، أو امرأة أصبتها.

يا جابر إنّ المؤمنين لم يطمئنّوا إلى الدنيا لبقاء فيها، و لم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم، و لم يصمّهم عن ذكر اللّه تعالى ما سمعوا بآذانهم من الفتنة، و لم يعمهم‌


[1] كاع: هاب و جبن.

[2] ماد يميد: تحرّك، و هو كناية عن الاضطراب.

[3] يرفض عرقا: سال و جرى عرقه.

[4] الكافي ج 8/ 227 ح 289.

[5] في البحار: و ما حزنك و ما شغل قلبك؟.

نام کتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 3  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست