responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 42

على أحد من الناس، أريد أن يكون معي، فقيل لي: غلام صغير في حرّ مثل هذا تخرجه معك؟ فقلت: و اللّه لا يفارقني حيث ما توجّهت أبدا فإنّي لأوطي‌ء له الرحل، فذهبت فحشوت له حشية [1] كساء [2] و كتانا.

و كنّا ركبانا [3] كثيرا، فكان و اللّه البعير الذي عليه محمد (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) أمامي لا يفارقني فكان يسبق الركب كلّهم، فكان إذا اشتد الحرّ جاءت سحابة بيضاء مثل قطعة ثلج فتسلّم عليه، فتقف على رأسه و لا تفارقه، و كانت ربما أمطرت علينا السحابة بأنواع الفواكه و هي تسير معنا، و ضاق الماء بنا في طريقنا حتى كنّا لا نصيب قربة [4] إلّا بدينارين، و كنّا حيث ما نزلنا تمتلى‌ء الحياض، و يكثر الماء، و تخضرّ الأرض.

فكنّا في كلّ خصب و طيب من الخير، و كان معنا قوم قد وقفت جمالهم فمشى إليها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) فمسّح يده عليها فسارت، فلمّا قربنا من بصرى الشام، إذا نحن بصومعة قد أقبلت تمشي كما تمشي الدابّة السريعة حتى قربت منّا و وقفت، و إذا فيها راهب، و كانت السحابة لا تفارق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) ساعة واحدة، و كان الرّاهب لا يكلّم الناس و لا يدري ما الركب‌ [5] و ما فيه من التجارة.

فلمّا نظر إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) عرفه، فسمعته يقول له: إن كان أحد فأنت أنت، قال: فنزلنا تحت شجرة عظيمة قريبة من الرّاهب، قليلة الأغصان ليس لها حمل، و كانت الركبان تنزل تحتها، فلمّا نزلها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) اهتزّت الشجرة و ألقت أغصانها على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) و حملت من ثلاثة أنواع من الفاكهة: فاكهتان للصيف، و فاكهة


[1] الحشية (بفتح الحاء و كسر الشين و فتح الياء المشدّدة): الفراش المحشوّ.

[2] في بعض النسخ: (ريشا و كتانا) و لعله هو الصواب.

[3] الركبان (بضم الراء و سكون الكاف): جمع الراكب و هو خلاف الماشي.

[4] القربة (بكسر القاف و سكون الراء): وعاء يجعل فيه اللبن أو الماء.

[5] الركب (بفتح الراء و سكون الكاف): اسم جمع أو جمع الراكب.

نام کتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست