قال: و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) لعليّ (عليه السلام) و هو يوصيه:
و إذا أبرمت [2] ما أمرتك من أمر، فكن على أهبة [3] الهجرة إلى اللّه و رسوله، و سر إليّ لقدوم كتابي إليك و لا تلبث [4].
و انطلق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) لوجهه يؤمّ المدينة، و كان مقامه في الغار ثلثا، و مبيت علي (عليه السلام) على الفراش أوّل ليلة.
قال عبيد اللّه بن أبي رافع: و قد قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يذكر مبيته [5] على الفراش و مقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) في الغار:
وقيت بنفس خير من وطئ الحصا* * * و من طاف بالبيت العتيق و بالحجر
محمّد لمّا خاف أن يمكروا به* * * فوقاه ربّي ذو الجلال من المكر
و بت أراعيهم متى يأسرونني [6]* * * و قد وطنت [7] نفسي على القتل و الأسر [8]
و بات رسول اللّه في الغار آمنا* * * هناك و في حفظ الإله و في ستر