نام کتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الطبري الشيعي، محمد بن جرير جلد : 1 صفحه : 228
فهذه أفعال شرحناها ليعلم النّاظر في كتابنا، أنّ القوم
غيّروا و بدّلوا، كما غيّر سائر الأمم بعد أنبيائها؟ و لا ينبغي أن يستتبع ذلك إذا
ذكروا بما أتوه، و إرتكبوه، فالقوم إن كانوا قد أحسنوا في وقت من الأوقات فقد
أساؤا في وقت آخر بعد ذلك، فإحسانهم أوّلا لا ينفعهم مع إساءتهم آخرا، و لا ينكر
القول فيهم، لأنّ اللّه عزّ و جلّ، إن كان فضّل أصحاب محمّد (ص) و مدحهم في حال
طاعتهم، فقد ذمّهم في حال معصيتهم، هذا موسى عليه السّلام قد مدح قومه في حالة و
اختار منهم سبعين رجلا كانت سريرتهم عند اللّه خلاف ظاهرهم عند موسى ع، و نحن
نشرحه في هذا الباب إن شاء اللّه.
من ذا الّذي يجسر أن
ينكر ذلك، أو يجتري على القول: بأنّ أصحاب محمّد (ص) يمنع من عداوتهم في حال
إسائتهم، بعد قول اللّه تعالى لنبيّه: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ
لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ[1]، وَ بَعْدَ
قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي
عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ*[2]، وَ بَعْدَ
قَوْلِهِ [تَعَالَى]: يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ
فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ