فهؤلاء جملة فقهائنا و
فقهائهم، و لا نعلم أحدا من سلم من عنتهم، إمّا كانوا مع بني أميّة يأخذون منهم و
يدخلون معهم فيما كانوا فيه و إمّا مبتدع ضالّ قدريّ أو رافضيّ، أو مرجيّ، أو
ثاريّ.
فليت شعري، بمن نقتدى؟
يا معشر أصحاب الحديث، فإنّكم تقتدون في حالة و تطعنون في حالة فبأيّ أمريكم
نأخذ؟! أ ليس زعمتم أنّ رسول اللّه ص قدّم أبا بكر في الصّلاة و صلّى خلفه، قد كان
يجب أن يعقلوا هذا الموضع!! كيف يجوز للنّبي ص أن يصلّي خلف رجل من الأمّة؟ و
اللّه جلّ ذكره يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ
اللَّهِ وَ رَسُولِهِ[3].
أم كيف يجوز لرجل من الأمّة
أن يتقدّم بين يدي رسوله ص أ ما تعلمون أنّكم قد نسبتم النّبي ص إلى أنّه قد أتى
ما نهى عنه الأمّة، و أنّ من تقدّم بين يدي اللّه و رسوله فقد عصى اللّه؟! أم كيف
تثبت روايتكم مع اختلافكم، و هذا قولكم، ثمّ اقتديتم بقوم ذكرتم أنّ العقد وقع
بهم، فكيف اقتديتم بهم في عقد البيعة لأبي بكر، ثمّ لم تقتدوا بهم في حلّ عقد