360- و إنّا لنعجب كثيرا
ممّا بقي في أيدي الرّواة من فضائلهم و لا نعجب ممّا درس و محا و طمس في طول
ولايتهم و ولاية بني أميّة فإن النّاس بقوا في أيّامهم و أيّام اعتدائهم أكثر من
مائة سنة لا يجسر أحد أن يذكرهم بخير فضلا عن ذكر مناقبهم إقتداء بمن مهّد لبني
أميّة و أزال الخلافة عن بني هاشم الّذين هم أعلام الدّين و معدن الرّسالة و بيت
الحكمة و مصابيح الهدى و المدلول عليهم و الحمد للّه على ذلك كلّه، إذ جعلهم برسول
اللّه العلماء زادهم اللّه رفعة و علوّا و جعلنا لسلوك آثارهم