نام کتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الطبري الشيعي، محمد بن جرير جلد : 1 صفحه : 572
ما إدّعوه، و ذلك أنّه لم يفتتح بلدة قطّ فتركها طرفة عين و
لا بعث سريّة فتركها بلا وال يولّيه عليهم، و لا خرج عن المدينة في وجه من الوجوه
إلّا خلّف عليهم من يقوم بشأنهم إشفاقا عليهم و كراهة لتشتّتهم و اضطرابهم، فكيف
أجزتم أن تنسبوه إلى تضييع أمر أمّة عند خروجه عن الدّنيا، و قد كان عرف طمع
المنافقين في هذا الأمر، و وقف على اختلاف كلمتهم، و كيف يصلحون مهملا و قد كان
(ص) مواد السّماء تأتيه فإن هفوا[1] تداركهم، و
إن غلطوا ردّهم، و إن جهلوا علّمهم، و إن شكّوا وقّفهم، و إن زلّوا قوّمهم، (و إن
غيّروا و بدّلوا نبّههم)[2] إبقاء على
دهمائهم، و نظرا لجماعتهم، و كان ص، في رأفته و رحمته، كما ذكره اللّه في كتابه
حيث قال: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ[3].