responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الطبري الشيعي، محمد بن جرير    جلد : 1  صفحه : 159

شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، يَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ اخْتَلَفُوا وَ لَمْ يَزَلِ الِاخْتِلَافُ بَيْنَهُمْ، حَتَّى بَعَثُوا حَكَمَيْنِ ضَالَّيْنِ ضَلَ‌[1] مَنْ تَبِعَهُمَا، وَ لَا يَنْفَكُّ أَمْرُكُمْ أَنْ يَخْتَلِفَ حَتَّى تَبْعَثُوا حَكَمَيْنِ ضَالَّيْنِ، وَ يَضِلَّ مَنِ اتَّبَعَهُمَا، فَقُلْتُ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ أَحَدَهُمَا، قَالَ: فَخَلَعَ قَمِيصَهُ، وَ قَالَ:

بَرَّأَنِيَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ كَمَا بَرَّأَنِي مِنْ قَمِيصِهِ‌[2].

28- وَ مِنْ عُلَمَائِكُمْ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَ قَدْ شَهِدَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةٌ بِالزِّنَا، وَ لُقِّنَ الرَّابِعُ فَتَلَجْلَجَ فِي الشَّهَادَةِ، فَرُفِعَ عَنْهُ الْحَدُّ[3].


[1].- و في« ش»: ضالّ.

[2]. قال إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 13، ص 315: و روى عن سويد بن غفلة قال: كنت مع أبي موسى على شاطئ الفرات في خلافة عثمان، فروى لى خبرا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، قال: سمعته يقول:« إنّ بنى إسرائيل اختلفوا؛ فلم يزل الاختلاف بينهم، حتّى بعثوا حكمين ضالّين ضلّا و أضلّا من اتّبعهما، و لا ينفكّ أمر أمّتى حتّى يبعثوا حكمين يضلّان و يضلّان من تبعهما»، فقلت له: احذر يا أبا موسى أن تكون أحدهما! قال: فخلع قميصه، و قال: أبرأ إلى اللّه من ذلك، كما أبرأ من قميصى هذا.

قال إبن منظور في مختصر تاريخ دمشق ج 13، ص 251: عن سويد بن غفلة قال:

سمعت أبا موسى الأشعريّ يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:« يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ حَكَمَانِ ضَالَّانِ، ضَالٌّ مَنِ اتَّبَعَهُمَا». فقلت: يا أبا موسى، انظر لا تكون أحدهما، قال: فواللّه ما مات حتّى رأيته أحدهما.

[3]. و في« ش»: فلجلج في الشّهادة حتّى رفع عنه الحدّ. قال القاضي أحمد بن خلّكان في وفيات الأعيان ج 6، ص 364:

و أمّا حديث المغيرة بن شعبة الثّقفي و الشّهادة عليه؛ فإنّ عمر بن الخطّاب رضى اللّه عنه كان قد رتّب المغيرة أميرا على البصرة، و كان يخرج من دار الإمارة نصف النّهار، و كان أبو بكرة المذكور يلقاه فيقول: أين يذهب الأمير؟ فيقول في حاجة، فيقول: إنّ الأمير يزار و لا يزور.

قالوا: و كان يذهب إلى امرأة يقال لها أمّ جميل بنت عمرو، و زوجها الحجّاج بن عتيك بن الحارث بن وهب الجشمي. و قال ابن الكلبي في كتاب« جمهرة النسب»: هي أمّ جميل بنت الأفقم بن محجن بن أبي عمرو بن شعيثة ابن الهزم، و عداد هم في الأنصار. و زاد غير ابن الكلبي فقال: الهزم بن رؤيبة ابن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، و اللّه أعلم.

قال الرّاوي: فبينما أبو بكرة في غرفة مع إخوته، و هم نافع و زياد المذكوران و شبل ابن معبد و الجميع أولاد سميّة المذكورة، فهم إخوة لأمّ، و كانت أمّ جميل المذكورة في غرفة أخري قبالة هذه الغرفة، فضربت الرّيح باب غرفة أمّ جميل ففتحته، و نظر القوم فإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع، فقال أبو بكرة: هذه بليّة قد ابتليتم بها فانظروا، فنظروا حتّى أثبتوا، فنزل أبو بكرة فجلس حتّى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة فقال له:

إنّه قد كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا، قال: و ذهب المغيرة ليصلّي بالنّاس الظّهر، و مضى أبو بكرة فقال: لا و اللّه لا تصلّى بنا و قد فعلت ما فعلت، فقال النّاس: دعوه فليصلّ فإنّه الأمير، و اكتبوا بذلك إلى عمر رضى اللّه عنه، فكتبوا إليه، فأمرهم أن يقدموا عليه جميعا المغيرة و الشّهود، فلمّا قدموا عليه جلس عمر رضى اللّه عنه، فدعا بالشّهود و المغيرة فتقدّم أبو بكرة فقال له: رأيته بين فخذيها؟ قال: نعم و اللّه لكأنّي أنظر إلى تشريم جدريّ. بفخذيها، فقال له المغيرة: لقد ألطفت في النّظر، فقال أبو بكرة: لم آل أن أثبت ما يخزيك اللّه به، فقال عمر رضى اللّه عنه: لا و اللّه حتّى تشهد لقد رأيته يلج فيها ولوج المرود في المكحلة، فقال: نعم أشهد على ذلك فقال: فاذهب عنك مغيرة ذهب ربعك، ثم دعا نافعا فقال له:

علام تشهد؟ قال: على مثل شهادة أبي بكرة، قال: لا، حتّى تشهد أنّه ولج فيها ولوج الميل في المكحلة، قال: نعم حتّى بلغ قذذه- قلت، القذذ: بالقاف المضمومة و بعدها ذالان معجمتان و هي ريش السّهم- قال الرّاوي: فقال له عمر رضى اللّه عنه: اذهب مغيرة ذهب نصفك، ثم دعا الثّالث فقال له: على ما تشهد؟ فقال: على مثل شهادة صاحبيّ، فقال له عمر رضى اللّه عنه: إذهب عنك مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك.

ثم كتب إلى زياد، و كان غائبا فقدم، فلمّا رآه جلس له في المسجد و اجتمع عنده رءوس المهاجرين و الأنصار، فلمّا رآه مقبلا قال: إنّي أرى رجلا لا يخزي اللّه على لسانه رجلا من المهاجرين، ثم إنّ عمر رضى اللّه عنه رفع رأسه إليه فقال: ما عندك يا سلح الحبارى؟

فقيل إنّ المغيرة قام إلى زياد فقال: لا مخبأ لعطر بعد عروس- قلت: و هذا مثل للعرب لا حاجة إلى الكلام عليه، فقد طالت هذه الترجمة كثيرا- قال الرّاوي: فقال له المغيرة: يا زياد، اذكر اللّه تعالى و اذكر موقف يوم القيامة، فإنّ اللّه تعالى و كتابه و رسوله و أمير المؤمنين قد حقنوا دمي، إلّا أن تتجاوز إلى ما لم تر ممّا رأيت، فلا يحملنك سوء منظر رأيته على أن تتجاوز إلى ما لم تر، فو اللّه لو كنت بين بطني و بطنها ما رأيت أن يسلك ذكري فيها، قال فدمعت عينا زياد و احمرّ وجهه و قال: يا أمير المؤمنين، أما إن أحق ما حقّ القوم فليس عندي، و لكن رأيت مجلسا و سمعت نفسا حثيثا و انتهازا و رأيت مستبطنها، فقال عمر رضى اللّه عنه: رأيته يدخل كالميل في المكحلة؟ فقال: لا، و قيل قال زياد: رأيته رافعا رجليها. فرأيت خصييه تتردّد إلى بين فخذيها و رأيت حفزا شديدا و سمعت نفسا عاليا، فقال عمر رضى اللّه عنه: رأيت يدخله و يخرجه كالميل في المكحلة؟ فقال: لا، فقال عمر رضى اللّه عنه: اللّه أكبر قم إليهم فاضربهم، فقام إلى أبي بكرة فضربه ثمانين و ضرب الباقين، و أعجبه قول زياد، و درأ الحدّ عن المغيرة. فقال أبو بكرة بعد أن ضرب: أشهد أنّ المغيرة فعل كذا و كذا، فهمّ عمر رضى اللّه عنه أن يضربه حدّا ثانيا، فقال له عليّ بن أبي طالب رضى اللّه عنه: إن ضربته فارجم صاحبك، فتركه. و استتاب عمر أبا بكرة فقال: إنّما تستتيبني لتقبل شهادتي، فقال: أجل، فقال: لا أشهد بين إثنين ما بقيت في الدّنيا. فلما ضربوا الحدّ قال المغيرة: اللّه أكبر، الحمد للّه الذي أخزاكم، فقال عمر رضى اللّه عنه: بل أخزى اللّه مكانا رأوك فيه.

و ذكر عمر بن شبّة في كتاب« أخبار البصرة» أنّ أبا بكرة لما جلّد أمرت أمّه بشاة فذبحت و جعلت جلدها على ظهره، فكان يقال ما ذاك إلا من ضرب شديد. و حكي عبد الرّحمن بن أبي بكرة أن أباه حلف لا يكلم زيادا ما عاش، فلما مات أبو بكرة كان قد أوصى أن لا يصلّي عليه زياد، و أن يصلّي عليه أبو برزة الأسلمي، و كان النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آخي بينهما، و بلغ ذلك زيادا فخرج إلى الكوفة. و حفظ المغيرة بن شعبة ذلك لزياد و شكره.

ثم إنّ أمّ جميل وافقت عمر بن الخطّاب رضى اللّه عنه بالموسم، و المغيرة هناك فقال له عمر:

أ تعرف هذه المرأة يا مغيرة؟ قال: نعم هذه أم كلثوم بنت عليّ، فقال له عمر: أ تتجاهل عليّ؟ و اللّه ما أظنّ أبا بكرة كذب عليك، و ما رأيتك إلّا خفت أن أرمى بحجارة من السّماء.

قلت: ذكر الشّيخ أبو إسحاق الشّيرازي في أوّل باب عدد الشّهود في كتاب« المهذّب»:

و شهد على المغيرة ثلاثة: أبو بكرة، و نافع، و شبل بن معبد، و قال زياد: رأيت استا تنبوا و نفسا يعلو و رجلين كأنهما أذنا حمار، و لا أدري ما وراء ذلك، فجلّد عمر الثّلاثة و لم يحدّ. الْمُغِيرَةَ.

قُلْتُ: وَ قَدْ تَكَلَّمَ الْفُقَهَاءُ عَلَى قَوْلِ عَلِيٍّ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ لِعُمَرَ رِضَى اللَّهِ عَنْهُ إِنْ ضَرَبْتَهُ فَارْجُمْ صَاحِبَكَ، فَقَالَ أَبُو نَصْرِ بْنُ الصَّبَّاغِ- الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ- وَ هُوَ صَاحِبُ كِتَابِ« الشَّامِلِ» فِي الْمَذْهَبِ: يُرِيدُ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ إِنْ كَانَ شَهَادَةً أُخْرَى فَقَدْ تَمَّ الْعَدَدُ، وَ إِنْ كَانَ هُوَ الْأَوَّلَ فَقَدْ جَلَدْتَهُ عَلَيْهِ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ.

وَ ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ فِي« أَخْبَارِ الْبَصْرَةِ» أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رِضَى اللَّهِ عَنْهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَقْطَعَنِي الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ: وَ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ:

الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَأَبَى أَنْ يُجِيزَ شَهَادَتَهُ.

[ قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ‌]: قُلْتُ: وَ قَدْ طَالَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ، وَ سَبَبُهُ أَنَّهَا اشْتَمَلَتْ عَلَى عِدَّةِ وَقَائِعَ، فَدَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَى الْكَلَامِ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا فَانْتَشَرَ الْقَوْلُ لِأَجْلِ ذَلِكَ، وَ مَا خَلَا عَنْ فَوَائِدِ.

سَبَّ رَجُلٌ عَلِيّاً( ع) عِنْدَ الْمُغِيرَةِ فَلَمْ يُنْكِرْ وَ لَمْ يَرُدَّ، حِلْيَةَ الْأَوْلِيَاءِ، ج 1، ص 95.

نام کتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الطبري الشيعي، محمد بن جرير    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست