responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير نویسنده : ابن سيد الناس    جلد : 2  صفحه : 52
تضحك أضحك الله سنك قال تيب على أبى لبابة قالت قلت أفلا أبشره يا رسول الله قال بلى إن شئت قال فقامت على باب حجرتها وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب فقالت يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك قالت فثار الناس إليه ليطلقوه فقال لا والله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذى يطلقني بيده فلما مر عليه خارجا إلى صلاة الصبح أطلقه. قال ابن هشام أقام أبو لبابة مرتبطا بالجذع ست ليال تأتيه امرأته في وقت كل صلاة فتحله للصلاة ثم يعود فيرتبط بالجذع فيما حدثنى بعض أهل العلم، وقال أبو عمر روى ابن وهب عن مالك عن عبدالله بن أبى بكر أن أبا لبابة ارتبط بسلسلة ربوض - والربوض الثقيلة - بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما يكاد يسمع وكاد يذهب بصره وكانت ابنته تحله إذا حضرت الصلاة أو أراد أن يذهب لحاجة فإذا فرغ اعادته إلى الرباط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جاءني لا ستغفرت له. قال أبو عمر اختلف في الحال الذى أوجب فعل أبى لبابة هذا بنفسه وأحسن ما قيل في ذلك ما رواه معمر عن الزهري قال كان أبو لبابة ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية [1] وقال والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى يتوب الله على أو أموت فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه وذكر نحو ما تقدم في حال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه ثم قال أبو لبابة يا رسول الله إن من توبتي ان اهجر دار قومي التى اصبت فيها الذنب وان انخلع من مالى كله صدقة إلى الله والى رسوله قال يجزئك يا أبا لبابة الثلث. وروى عن ابن عباس من وجوه في قوله تعالى (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) الآية أنها نزلت في ابى لبابة ونفر معه سبعة أو ثمانية أو سبعة سواه تخلفوا عن غزوة تبوك ثم ندموا فتابوا وربطوا انفسهم بالسوارى فكان عملهم الصالح توبتهم والسيئ تخلفهم عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر وقد قيل إن الذنب الذى اتاه أبو لبابة كان اشارته إلى حلفائه بنى قريظة انه الذبح ان نزلتم على حكم سعد بن معاذ واشارته إلى حلفه فنزلت فيه (يا أيها الذين آمنوا لا نخونوا الله والرسول) الآية.

[1] أي اسطوانة. (*)

نام کتاب : عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير نویسنده : ابن سيد الناس    جلد : 2  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست