وبهذا الإسناد ، عن
جماعة من أصحابنا قالوا : سلّم أبو محمد إلى نحرير [٢] وكان يضيّق عليه
ويؤذيه ، فقالت له امرأته : اتّق الله فإنّك لا تدري من في منزلك ، وذكرت له صلاحه
وعبادته ، فقال : والله لأرمينّه بين السباع ، ثم استأذن في ذلك فأذن له ، فرمى به
إليها ، ولم يشكّوا في أكلها له ، فنظروا إلى الموضع فوجدوه عليهالسلام قائما يصلّي وهي
حوله ، فأمر بإخراجه إلى داره [٣].
وكان مرضه عليهالسلام الذي توفّي فيه
في أوّل شهر ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وتوفّي عليهالسلام يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر ، وخلّف ولده الحجّة
القائم المنتظر لدولة الحقّ ، وكان قد أخفى مولده لشدّة طلب سلطان الوقت له
واجتهاده في البحث عن أمره ، فلم يره إلاّ الخواصّ من شيعته على ما نذكره بعد.
وتولّى أخوه جعفر
أخذ تركته ، وسعى إلى السلطان في حبس جواري أبي محمّد عليهالسلام ، وشنّع على
الشيعة في انتظارهم ولده وقطعهم بوجوده واعتقادهم لإمامته ، وجرى بسبب ذلك على
مخلفة أبي محمد عليهالسلام وشيعته كلّ بلاء ومحنة ، من حبس واعتقال وشدّة ، واجتهد
جعفر في