ومنها : أنّ القمر انشقّ له نصفين بمكّة
في أوّل مبعثه ، وقد نطق به القرآن ، وقد صحّ عن عبدالله بن مسعود أنّه قال : انشق
القمر حتّى صار فرقتين فقال كفّار أهل مكّة : هذا سحر سَحَرَكم به ابن أبي كبشة [٢] ، انظروا السفّار فإن كانوا رأوا ما
رأيتم فقد صدق ، وإن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به ، قال : فسئل
السفّار وقد قدموا من كلّ وجه فقالوا : رأيناه[٣].
استشهد البخاريّ في الصحيح بهذا الخبر
في أنّ ذلك كان بمكّة[٤].
ومنها : أنّ رجلاً من أصحابه اُصيب
بإحدى عينيه في بعض مغازيه فسالت حتّى وقعت على خدّه ، فأتاه مستغيثاً به ، فأخذها
بيده فردّها مكانها ، فكانت أحسن عينيه وأصحّهما وأحدّهما نظراً [٥].
ومنها : أن أبا براء ملاعب الاَسنّة كان
به استسقاء فبعث إليه لبيد بن ربيعة وأهدى له فرسين ونجائب ، فقال عليهالسلام : «لا أقبل هديّة مشرك».
قال لبيد : ما كنت أرى أنّ رجلاً من مضر
يرد هديّة أبي براء.
[٢] ذكر ابن الاَثير
في النهاية (٤ : ١٤٤) : ان المشركين كانوا ينسبون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أبي كبشة ، وهو رجل من خزاعه خالف
قريشاً في عبادة الاَوثان ، وعبد الشعرى العبور ، فلما خالفهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في عبادة الاَوثان شبهوه به.