نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 76
فالذي بعثه بالحقّ ، لانقلعت بعروقها
وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتّى وقفت بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرفوفة ، وألقت بغصنها الاَعلى على رأس
رسول الله وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فلمّا نظر القوم إلى ذلك قالوا علوّاً
واستكباراً : فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها ، فأمرها بذلك فأقبل إليه نصفها
كأعجب إقبال وأشدّه دويّاً فكادت تلتف برسول الله.
فقالوا كفراً وعتوّاً : فمر هذا النصف
فليرجع إلى نصفه ، فأمره صلىاللهعليهوآلهوسلم
فرجع.
فقلت أنا : لا إله إلا الله ، إنّي أوّل
مؤمن بك يا رسول الله ، وأوّل من آمن بأنّ الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تصديقاً
لنبوّتك وإجلالاً لكلمتك.
فقال القوم : بل ساحرٌ كذّاب ، عجيب
السحر ، خفيف فيه ، وهل يصدّقك في أمرك غير هذا؟! يعنونني» [١].
ومنها : خروج الماء من بين أصابعه ، وذلك
أنّهم كانوا معه في سفر فشكوا أن لا ماء معهم وأنّهم بعرض التلف وسبيل العطب فقال
: «كلاّ إنّ معي ربّي عليه توكّلت» ثمّ دعا بركوة فصبّ فيها ماء ما كان ليروي
رجلاً ضعيفاً ، وجعل يده فيها فنبغ الماء من بين أصابعه ، وصيح في الناس فشربوا
وسقوا حتّى نهلوا وعلّوا وهم اُلوف وهو يقول : «أشهد أنّي رسول الله حقّاً» [٢]