نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 548
فلمّا مات الصادق عليهالسلام انتقل جماعة منهم إلى القول بإمامة
موسى بن جعفر عليهماالسلام
، وافترق الباقون منهم فرقتين : فريق منهم رجعوا عن حياة إسماعيل وقالوا بإمامة
ابنه محمد بن إسماعيل لظنّهم أنّ الإمامة كانت في أبيه وإنّ الابن أحقّ بمقام
الإمامة من الأخ ، وفريق منهم ثبتوا على حياة إسماعيل وهم اليوم شذاذ ، وهذان
الفريقان يسمّيان الإسماعيليّة.
وأما عبدالله بن جعفر : فإنّه كان أكبر
إخوته بعد إسماعيل ، ولم تكن منزلته عند أبيه عليهالسلام
منزلة غيره من الأولاد ، وكان متّهماً بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، وادّعى
الإمامة بعد وفاة أبي عبدالله عليهالسلام
، واتبعه قومٌ ثمّ رجع أكثرهم بعد ذلك إلى القول بإمامة موسى عليهالسلام لمّا ظهرعندهم براهين إمامته ، ولم يبق
على القول بإمامة عبدالله الاّ طائفة يسيرة تسمّى الفطحيّة ، وإنّما لزمهم هذا
اللقب لأنّه كان أفطح الرجلين ، ويقال : لأنّ داعيهم إلى ذلك رجل اسفه عبدالله بن
أفطح.
وأما محمد بن جعفر : فكان يرى رأي
الزيديّة في الخروج بالسيف ، وكان سخيّاً شجاعاً ، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وكان
يذبح كلّ يوم كبشاً للضيافة ، وخرج على المامون في سنة تسع وتسعين ومائة ، فخرج
لقتاله عيسى الجلودي فهزم أصحابه وأخذه وأنفذه إلى المأمون ، فوصله وأكرمه ، وكان
مقيماً معه بخراسان يركب إليه في موكب بني عمّه ، وكان المأمون يحتمل منه ما لا
يحتمل السلطان من رعيّته.
وروي : أنّ المأمون أنكر ركوبه إليه في
جماعة الطالبيّة التي خرجت عليه معه ، فخرج التوقيع من المأمون إليهم : لا تركبوا
مع محمّد بن جعفر واركبوا مع عبيدالله بن الحسين. فأبوا أن يركبوا ، ولزموا
منازلهم ، فخرج التوقيع : إركبوا مع من أحببتم. فكانوا يركبون مع محمّد بن جعفر
إذا ركب
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 548