نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 469
له : «يا بنيّ اصبر
على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإنَ الله يلحقك بآبائك الصالحين ».
ثم رفع الحسين عليهالسلام يده وقال : «اللهم إن متّعتهم إلى حين
ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض الولاة عنهم أبداً ، فإنّهم دعونا
لينصرونا ثمّ عدوا علينا فقتلونا».
وحملت الرجّالة يميناً وشمالاً على من
كان بقي معه ، فقتلوهم حتّى لم يبق معه إلاّ ثلاثة نفر أو أربعة ، فلمّا رأى
الحسين عليهالسلام ذلك دعا
بسراويل [١]
يلمع فيها البصر ففزرها [٢]
ثمّ لبسها ، وإنّما فزرها لكي لا يسلب بعد قتله ، فلمّا قتل عليهالسلام عمد أبجر بن كعب ـ لعنه الله ـ إليه
فسلبه السراويل وتركه مجرّداً ، فكانت يدا أبجر بن كعب بعد ذلك تتيبّسان في الصيف
كأنّهما عودان ، وتترطّبان في الشتاء فتنضحان دماً وقيحاً إلى أن أهلكه الله.
ولما لم يبق معه إلاّ ثلاثة رهط من أهله
أقبل على القوم يدفعهم عن نفسه وعن الثلاثة والثلاثة يحمونه ، حتّى قتل الثلاثة
وأثخن بالجراح في رأسه وبدنه ، وجعل يضاربهم بسيفه وهم يتفرّقون عنه يميناً
وشمالاً.
قال حميد بن مسلم : فوالله ما رأيت
مكثوراً قطَ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه ، إن
كانت الرجالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فيكشفهم عن يمينه وشماله انكشاف المعزى
إذا اشتدّ عليها الذئب.
فلمّا رأى ذلك شمر بن ذي الجوشن أمر
الرماة أن يرموه ، فرشقوه