نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 468
«اللهم اظمأه » فغضب
الدارمي فرماه بسهم فاثبته في حنكه [١]
، فانتزع الحسين عليهالسلام
السهم وبسط يده تحت حنكه [٢]
فامتلأت راحتاه بالدم فرماه ثمّ قال : «اللهم إنّي أشكو إليك ما يفعل بابن بنت
نبّيك صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
ثمّ رجع إلى مكانه واشتدّ به العطش ، وأحاط
القوم بالعبّاس فاقتطعوه عنه ، فجعل يقاتلهم وحده حتّى قُتل رحمهالله.
ولمّا رجع الحسين عليهالسلام من المسنّاة تقدّم إليه شمر بن ذي
الجوشن لعنه الله في جماعة من أصحابه ، وضربه رجل يقال له : مالك الكنديّ على رأسه
بالسيف ، وكان عليه قلنسوة فقطعها حتّى وصل إلى رأسة فادماه وامتلأت القلنسوة دماً
، فقال له الحسين عليهالسلام
: «لا أكلت بيمينك ، ولا شربت بها ، وحشرك الله مع الظالمين » ثمّ ألقى القلنسوة
ودعا بخرقة فشدّ بها رأسه ، واستدعى قلنسوة اُخرى فلبسها واعتمَ عليها ، ورجع عنه
شمر ومن كان معه إلى مواضعهم ، مكث هنيهة ثمّ عاد وعادوا إليه وأحاطوا به ، فخرج
إليه عبدالله بن الحسن ـ وهو غلامٌ لم يراهق ـ من عند النساء يشتد حتّى وقف إلى
جنب الحسين عليهالسلام فلحقته زينب
بنت علي عليهالسلام لتحبسه فقال
لها الحسين عليهالسلام : «احبسيه
يا أختي » فابى وامتنع عليها إمتناعاً شديداً وقال : والله لا اُفارق عمّي ، فأهوى
ابجر بن كعب إلى الحسين بالسيف فقال له الغلام : ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّي؟
فضربه ابجر بالسيف فاتّقاها الغلام بيده فاطنّها إلى الجلدة فإذا يده معلّقة ، فنادى
الغلام : يا اُمّاه ، فأخذه الحسين عليهالسلام
فضمّه إلى صدره وقال